عظم الله أجوركم
لقد كنا في جسد واحد وروح واحدة وهي أعظم الأرواح ،
فجثا علينا اللعين شمراً وقطعنا وفصلنا عن بعضنا البعض
بعشرة ضربات متواليات متصلات ، فذهب الرأس من الآلام
يعاني وهو يبكي لفراقي ، وبقيت أنا أصارع لحالي
الجسد
ماذا حصل لك أيها الرأس المقدس بعدما انفصلت عني ؟؟؟
الرأس
لقد تناثرت مني الدماء وقد أثخنت من الآلام والجراح ، أوردتي
مقطعه وشرايني مفصولة ودمائي تنزف وتصب . ولساني يبس
من الظمأ ، والأعداء يتشمتون بي وعلى حالي
الجسد
أما أنا فلم يرحمني الأعداء وقد مزقت من كل جانب ومكان بالنبال
والسهام والرماح ، وبعد ذلك أتت السيوف علي كرشق المطر ،
حتى أذاقوني حر الحديد ، جسدي ممزق وحتى خنصري مقطوع .
وقد ندبوا عشرة مجرمين بخيولهم ليدوسوا صدري ،
الذي كان رسول الله يقبله .
عظامي مسحوقة، وجسدي مرضوض ، وجلدي مسلوخ ، ودمائي
جارية من كل الجراح ، وأنا في صراع مع الآلام والأحزان ،
وأبكي لإنفصالك عني أيها الرأس المقدس .
الرأس
أما أنا فقد حملوني على أسنة الرماح وحملوا معي الهموم والآلام
من بلاد إلى بلاد ومن ظالم إلى شر ظالم ، أعاني ما أعاني ،
ومن يراني يبكي على حالي ، ويقاد من خلفي عائلتي وأيتامي
فبالسياط يجلدون والسب والشتم يواجهون ، وفوق نياق هزل
يقادون
الجسد
تركوني عارياً ومرمي ثلاث أيام بلا غسل ولا كفن تصهرني حرارة
الشمس ولم يراعوا هؤلاء المجرمين حالي .
الرأس
لقد وضعوني في ( طشت ) وأدخلوني على يزيد (اللعين )
فقام ينكثني ويضربني و أحضروا منديلاً وغطوني ، وما كشفوني ،
إلى أن أحضروا ( رقية بنت الحسين ) فأفجعوها بي وقد أخذت
تقبلني وهي تبكي وتون حتى ماتت علي .
بسم الله الرحمن الحيم
اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وال محمد وآخر تابع له على ذلك اللهم العن
العصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتله اللهم العنهم جميعا.
عظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب سيد الشهداء
أبا عبدالله الحسين عليه السلام