من منا لا يرغب في ان يكون الحسين عليه السلام معه ؟
من منا لا يرغب في ان يقف الحسين عليه السلام الى جانبه ؟
من منا لا يرغب في ان يكون يوم القيامة في صف الحسين عليه السلام الطويل ، ذلك الصف الذي يظله الله تعالى في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله ؟
من منا لا يرغب في ان يكون من الشباب الذين يسودهم الحسين عليه السلام في الجنة باعتباره
" سيد شباب اهل الجنة "؟
اذا كنا جميعا ممن يرغب في ذلك ....
اذا كنا جميعا نتحرك شوقا اليه عليه السلام ...
اذا كنا جميعا نتمزق الما من الذين خذلوه و خانوه ، و نتمنى لو كنا معه نحارب ضد اعدائه ...
و بكلمة اذا كنا جميعا بحاجة الى الامام الحسين عليه السلام فان علينا ان نطرح على انفسنا هذا السؤال :
كيف نتقرب الى الحسين عليه السلام ؟
و الجواب على ذلك ياتي من ادراك حقيقة بسيطة هي : ان الامام الحسين عليه السلام حارب من اجل قضية
فهناك شيء ما كان الامام الحسين عليه السلام يدافع عنه و يحاول تحقيقه ، و انه كان يرغب في حياته ، و يلح و يطالب بان ياتي اليه الناس - جماعات او فرادى - ليعاونوه على تحقيق ذلك الشيء .
فهو لم يكن هدف نفسه ، اي انه لم يكن يريد تحقيق رغباته الخاصة من وراء ثورته .
انه كان ثائرا و لم يكن تاجر ثورة . و نداءاته :" هل من ناصر ينصرنا؟ " لم تكن نداءات استغاثة لتنفيس الكرب ، و انما نداءات ثائر يطلب النصرة لاهدافه .
و اذا كان الامام الحسين عليه السلام كذلك .. فان ابسط القواعد المنطقية تقول: ان التقرب الى الشخص انما يتم عبر التقرب الى اهدافه و رغباته .
فماذا كانت رغبة الامام الحسين عليه السلام ؟ و عمن كان يفتش في صحراء العراق ؟
و هو يجيبنا على ذلك بقوله :" الا ترون الى الحق لا يعمل به ؟ و الى الباطل لا يتناهى عنه؟ "
فهل تريد ان تخطو الى الامام الحسين عليه السلام بخطوات ؟ حاول كل صباح ان تقف الى جانب الحق : نصرة مظلوم ، قضاء حاجة مضطر ، انكار عدوان ، مساهمة في مشروع انساني ، مقاومة طغيان ... الخ
التقرب الى الامام الحسين عليه السلام يكون بتطهير الذات من دواعي الضعف المحيطة بها . ان علينا ان ندرب انفسنا على عشق الخير و الحق ، حتى ترخص عندنا الاموال و الانفس في سبيل ذلك ... ان الانسان الذي يقدم التضحية بنفسه في سبيل الحق و العدل و الحرية و الارض و الانسان و الاستقلال ، انما يتحول الى رفيق الحسين عليه السلام و من ثم يصبح جزءا من التاريخ الذي لا يمكن القضاء عليه ... اذ ليست وراء التضحية من قوة
ان عملية تطهير الذات صعبة جدا ، لكنها مسبوقة بما عمله الامام الحسين عليه السلام و احصابه ، و لا يمكن ان نكون حسينيين الا بذلك.