النور الثاني
الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
(( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤتُونَ الزَّكاةَ وَهُم راكِعُون ))
صدق الله العظيم ( سورة المائدة اية رقم 55)
نــسبه الشريف :
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب جد النبي (ص) ، فنسبه هو نسب رسول الله (ص) نفسه ، وقد كان لعبد المطلب على ما يقال -إثنا عشر إبناً - منهم أبو لهب لعنه الله ، وكانت امهاتهم مختلفة ومتعددة ، ولكن عبدالله والد النبي (ص) وأبا طالب (رض) والد الإمام علي (ع) كانا من أم واحدة ، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم جد النبي (ص) فعلي يلتقي في نسبه مع النبي (ص) من جهة الأب ومن جهة الأم بل هو أول هاشمي وُلِدَ من هاشميين وكذا أخوته .
مـــــــولــــــده :
ولد (ع) في مكة المكرمة ، وسط الكعبة المشرفة على الرخامة الحمراء ، يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب الأصب ، بعد ثلاثين سنة من عام الفيل ، وللنبي (ص) ثلاثون سنة، وقبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة ، وقبل البعثة الشريفة بعشر سنوات أو اثنتي عشر سنة ، وبعد زواج النبي (ص) من خديجة (رض) بثلاث أو بخمس سنوات ، ولم يولد أحد قبله ولا بعده في هدا المكان المقدس , وهي فضيلة خصه الله تعالى بها إجلالاً له ، وإعلاءً لمرتبته ، وإظهاراً لكرامته .
وقد اختص (ع) بالرسول (ص) ، حيث رباه الرسول (ص) وكان يطهره عند غسله، ويوجره اللبن وقت شربه ويحرك مهده عند نومه ، ويحمله على صدره ، وكان يحمله معه دائماً حين يطوف بجبال مكة وشعابها واوديتها .
عقيدتنا فيه وفي الإئمة الأثنى عشر (ع) وفاطمة الزهراء (ع) :
تعتقد الشيعة الإمامية أن الإمام علي (ع) والإئمة الأثنى عشر (ع) وفاطمة الزهراء (ع) ، أنهم بشر لهم مالنا وعليهم ما علينا ، وإنما هم عباد مكرمون اختصهم الله تعالى بكرامته وحباهم ولايته ، إذ كانوا في أعلى درجات الكمال اللائقة في البشر من العلم والتقوى والشجاعة والكرم والفقه وجميع الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة لا يدانيهم أحد من البشر فيما اختصوا به ، وبهذا استحقوا أن يكونوا أئمة وهداة ومرجعاً بعد النبي (ص) في كل ما يعود للناس من أحكام وحِكم ، وما يرجع للدين من بيان وتشريع وما يختص بالقرآن من تفسير وتأويل .
رويَ عن إمامنا الصادق (ع)( ما جاءكم عنا مما يجوز أن يكون في المخلوقين ولم تعلموه ولم تفهموه فلا تجحدوه وردوه إلينا وما جاءكم عنا مما لايجوز أن يكون في المخلوقين فاجحدوه ولا تردوه إلينا )
مقامه
هو (ع) أول من أمن بالرسول (ص) ووصيه ، وأفضل خلفائه وصفه الله تعالى في كتابه ، ومدحه بأياته ، ومدح فيه اثاره ، فهو الكريم حياً والشهيد ميتاً .
أخلاقه وسجياته
يعجز القلم عن تسطير أخلاق وسجيات هذا العملاق كيف لا وهو ربيب الرسول ، فقد أخذ أخلاق وسيرت الرسول (ص) الذي وصفه الله تعالى بقوله ( وإنك لعلى خلق عظيم ) وقوله (ص) على ما رويَ " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبيَّ بعدي " . إذاَ من هذا الحديث يثبت لعلي (ع) ما ثبت لرسول الله (ص) عدا النبوة وعدد الأزواج .
حروبه:
شارك الإمام على (ع) في جميع حروب النبي (ص) عدا غزوة تبوك ، وبعد توليه الحكم الظاهري سنة خمسة وثلاثين للهجرة ، خاض معركة البصرة أو وقعة الجمل ، ثم معركة صفين فالنهروان وكان هو المشار إليه في الحروب بلا منازع .
زوجاته وبناته :
تزوج صلوات الله وسلامه عليه فاطمة الزهراء (ع) ، ولم يتزوج مع وجودها عليها السلام عليها . ثم تزوج بعد وفاتها بزوجات عديدة .
وولد له (ع) أولاد كثيرون ، بنون وبنات ، وصل البعض بعددهم إلى ثمانية وعشرين ولداً ، وكان أفضل أولاده الحسن والحسين عليهما السلام ثم زينب والعباس (ع) .
استشهاده:
أُستشهد (ع) في الليلة الحادية والعشرين من شهر رمضان ، وكانت ليلة الجمعة ، حيث دخل الخارجي عبدالرحمن ابن ملجم الكوفة ، واستعان برجل آخر من الخوارج يقال له شبيب بن مجرة على قتل الإمام علي (ع) وحرضتهما على ذلك فطام ( بنت أحد الخوارج ) ، فدخلا الجامع الأكبر فجر ليلة التاسع عشر من شهر رمضان ، والإمام علي (ع) في صلاته إماماً ، فضربه شبيب فأخطاه ، ثم ضربه ابن ملجم في السجدة الخيرة ، فشق رأس الإمام ، وهرب اللعينان ، فقبض عليهما ، وقتيلا بعد وفاته (ع) .
وبقي (ع) يومين بعد ذلك ، وكان له من العمر ثلاث وستون سنة على قدر سني رسول الله (ص) وحُمِلت جنازته (ع) ليلاً إلى النجف الأشرف المعروف بالغري ، البعيد عن الكوفة ما يقارب مسيرة ساعة ، ودُفن هناك على يدي ولديه الحسن والحسين (ع) اللذين اخفيا قبره بوصية منه (ع) لهما ، وقد ظل مخفياً إلى زمن الإمام الصادق جعفر بم محمد (ع) فبينه وزاره سلامُ الله عليه .
نسألكم الدعاء
يا علي مدد