إحدى تجليات هزيمة إسرائيل في لبنان أيضاً كانت براعة الحرب النفسية التي شكلتها خطابات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. فقد كتب الخبير الإسرائيلي في علم النفس السياسي الدكتور أودي ليبل في صحيفة معاريف ان أمين عام حزب الله اظهر في خطابه الأخير إلمامه الميكرسكوبي بما ينشر من داخل لجنة فينوغراد وبرع في الاستقاء من كلام دان حالوتس حول عدم ثقته بقدرة الجيش الإسرائيلي على مواجهة مقاتلي حزب الله، مضيفا أن نصر الله هو الشخص الذي يعلم ويستطيع ان يقدّر أفضل من أي إنسان آخر قدرات ومحدودية وفجوات الجيش الإسرائيلي، من اجل أن يجسد لجمهوره توازن القوة الجديد بين حزبه والجيش الإسرائيلي بناء على إقرار حالوتس.
وأضاف الخبير ليبل: تصوروا كيف يستخدم أب الحرب النفسية حسن نصر الله بعد فشل إستراتيجية القتال الفعالة ضد حزب الله الكلام عن إعادة ايهود باراك إلى وزارة الحرب، وهو المتمرس على إستراتيجية الهروب من حزب الله، وقاد إسرائيل إلى انسحاب مستعجل ومرتبك من لبنان.
واعتبر ليبل أن مطالبة كبار الجنرالات بإعادة بارك إلى الحلبة العسكرية دليل على صدور أمر رسمي إسرائيلي بتنصيب من وقّع على الخيار الانهزامي الانكفائي لصياغة السياسة الأمنية الإسرائيلية، معتبرا ذلك بمثابة جائزة فعلية لحزب الله ويخدم أمينه العام نصر الله. وتابع ليبل ان هذا يدفع بنصر الله للسخرية من المجتمع الإسرائيلي الذي يريد أن يختار لوزارة الحرب ايهود باراك، وهو الذي اختار الفرار من لبنان، مفضلاً إياه على بريتس الذي لم يتردد بمواجهة حزب الله. في المقابل اتهم ليبل مجموعة الجنرالات المطالبة بباراك بأنهم لا يفقهون شيئا في الإدارة العسكرية، ولا يدركون شيئا في الحرب النفسية وصياغة الوعي، وقدموا بذلك هدية لزعيم حزب الله حسن نصر الله الذي خاضوا حربا ضده قبل ستة أشهر