زيارة الإمام الحسين عليه السلام لامرأة الحداد ليلة دفنها وأمره عليه السلام برفع العذاب عمن جاورها من الأموات لمواظبتها على قراءة زيارة عاشوراء
نقل الصالح البار الحاج ملا حسن اليزدي – وكان من الأخيار المتنسكين ، والأعيان المتعبدين في النجف الأشرف – عن الحاج محمد علي اليزدي الذي كان يعرف بالوثاقة والأمانة والفضل ، وكان دؤوباً على تحصيل زاد الآخرة ، ويقضي لياليه في مقبرة خارج مدينة يزد تعرف بمقبرة (جوي هر هر) وهذه المقبرة ، كانت مرقدا لكثير من الصالحين والأخيار .
وكان لمحمد علي اليزدي صديقاً من أيام الصبا وكانا قد ذهبا معاً إلى الكتاب ودرسا معاً ، إلى أن كبرا ، واشتغل صديقه عشاراً إلى آخر أيامه ، وعندما وافته المنية دفنوه في مكان قريب من مقبرة (جوي هر هر) وبعد شهر من وفاته ، رآه صديقه العبد الصالح (محمد علي اليزدي) في عالم الرؤيا بأحسن حال وهيئة ، فتعجب من حاله وسأله قائلاً : أنا أعرف كل شيء عنك ، وإنك لست من أصحاب الخير والصلاح ، وإني لأرى العذاب لك دون غيرك ، فما هذا الذي أراه لك ؟ قل لي أي عمل أوصلك لهذه المنزلة ؟ قال : نعم، فالأمر كما قلت ، كنت في عذاب عظيم ، وبلاء شديد من اليوم الأول الذي دفنت فيه إلى يوم أميس حيث توفيت زوجة أستاذ اشرف الحداد ، ودفنت في هذا الموضع – وأشار إلى مكان – يبعد مائة ذراع عن موضعه – وفي ليلة وفاتها ، زارها سيد الشهداء عليه السلام ثلاث مرات ، وفي المرة الثالثة أمر برفع العذاب عن هذه المقبرة ، ومن بركاتها تغير حالي وجعلت في سعة عيش ، وخلصت من العذاب .
قال الحاج محمد علي : فزعت من منامي متحيراً ، ولم أكن أعرف الحداد ، ولا مكانه ، فذهبت إلى سوق الحدادين ، وتفحصت أحواله حتى عثرت عليه ، وسألته هل كانت لك زوجة ؟
قال : نعم ، وتوفيت يوم أمس ، ودفنت في المكان الفلاني وذكر اسم المقبرة ؛ قلت : هل زارت مرقد سيد الشهداء في حياتها ؟
قال : لا ، قلت : هل كانت تذكر مصائب سيد الشهداء عليه السلام قال : لا ، قلت : هل كانت تقيم مراسم عزاء للإمام الحسين عليه السلام ؟
قال : لا ، فشرحت له رؤياي ، فقال : كانت امرأتي في أواخر أيامها تحرص على قراءة زيارة عاشوراء .
ولنيل هذه الفضيلة } الدفن قرب تلك المقبرة { وصّى المرحوم الشيخ الكرباسي – أحد أعلام السير والسلوك وصاحب المقامات العديدة – أن يدفن بقرب تلك المرأة ، والآن مقبرة الكرباسي بالقرب من مقبرة امرأة الأستاذ الحداد من الأمكنة المعروفة في مدينة يزد .
والله يرزقكم شفاعة الامام الحسين عليه السلام يوم القيامة
السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلّت بفناءك عليكم مني سلام الله ابدا