لم يفاجأ رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الفاقدة للشرعية اللبنانيين بموقفه ...
لم يفاجأ رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الفاقدة للشرعية اللبنانيين بموقفه من قضية نقاط الاعتلام الحدودية في الجنوب اللبناني، فبعد ساعات على المؤتمر الصحافي الذي كشف فيه حزب الله عن وجود مخطط إسرائيلي يستهدف تغيير الوضعية القائمة على الحدود بمساعدة من الأمم المتحدة ودون علم من الجانب اللبناني، جاء الرد من مكتب السنيورة الإعلامي خالياً من أي استنكار لهذه الأعمال، بل بمثابة تبرير لهذا الانتهاك، فقد جاء في رده، أن نقاط الاعتلام الحدودية، ما هي إلا علامات تابعة للخط الأزرق تمت إزالتها جراء العدوان الإسرائيلي ويجري العمل على إعادة تثبيتها بعلم الجيش اللبناني.
كلام رد عليه حزب الله على لسان عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، الذي أكد أن هذه النقاط وضعت بشكل آحادي داخل الأراضي اللبنانية وهي بعيدة عن الخط الأزرق ولا علاقة لها بعلامات أزيلت أثناء العدوان، واعتبر النائب فضل الله كلام السنيورة تفريطاً واضحاً بالسيادة اللبنانية، مستغرباً كيف لم يكلف نفسه عناء التثبت.
النائب فضل الله لفت في بيانه أيضاً إلى وجود تناقض في كلام السنيورة، فهو إذ قال في رده أن هذا الأمر تم بعلم الجيش اللبناني، عاد وقال في حديث منشور باسم مكتبه الإعلامي في صحيفة الحياة انه يريد استيضاح الأمر من الأمم المتحدة والجيش اللبناني، فكيف يصادق في مكان على تلك العلامات ويريد في مكان آخر الاستيضاح.
وبالفعل أكدت مصادر واسعة الاطلاع للمنار، أن وضع القوات الدولية لنقاط اعتلام حدودية قد تم بدون علم قيادة الجيش اللبناني ودون أي تنسيق معه. كما أكدت أن قيادة الجيش اللبناني تتابع هذا الموضوع، حيث أفادت معلومات أن قيادة الجيش شكلت لجنة ستباشر من الاثنين المقبل التثبت من نقاط الاعتلام التي وضعتها القوات الدولية.
وفي هذا الإطار، أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً مع قائد الجيش العماد ميشال سليمان حول ما يجري على الحدود، واتفق معه على ضرورة مشاركة الجيش اللبناني للأمم المتحدة لإعادة علامات الخط الأزرق وفقاً لما كانت عليه بعد التحرير.
وهنا تذكر المصادر بما سبق أن قام به الجيش اللبناني من إزالة لعدد من التعديات إسرائيلية، ولا سيما ما قامت به في منطقتي المطلة و كفركلا بعد أن تثبت من وجود خروقات برية فيهما بعد انتهاء عدوان تموز بفترة قصيرة.
والى موضوع نقاط الاعتلام الحدودية، علمت المنار أن تقرير القوات الدولية حول تصدي الجيش اللبناني للتوغل الإسرائيلي في مارون الراس، أكد وجود تعدي فاضح على الخط الأزرق، فقد تجاوز جيش الاحتلال، الخط الأزرق بعمق ثلاثين متراً وبعرض يبلغ قرابة الخمسة وعشرين متراً، وهو الأمر الذي كان قد أكده الجيش اللبناني، وأرسل رسالة بشأنه إلى المعنيين في الأمم المتحدة.