لم نكن في صحراء كربلاء عندما اطلق الامام الحسين عليه السلام صرخته العظيمة ، قائلا : " اما من ناصر ينصرنا ؟ اما من مغيث يغيثنا ؟"
و لكن تلك الصرخة لا تزال تدوي في كل يوم و ان ادرنا بآذننا فهل نستجيب لها ؟ ام هل نصم عنها اسماعنا كما فعل شيعة بني امية في يوم عاشوراء ؟
ان نوع الاغاثة يختلف باختلاف نوع المعركة :ففي يوم عاشوراء كانت المعركة دموية ، فكانت الاغاثة تتم باراقة الدم في سبيل الله. بينما المعرمة اليوم باشياء اخرى ، و بهذه الاشياء تتم الاغاثة ايضا .
الامام الحسين عليه السلام حارب من اجل الله و استغاث بنا من اجل الله : اي من اجل القيم التي امر الله بها ، و من اجل التسليم لله في الشؤون البشرية ...من اجل نبذ الشركاء و الاصنام التي تعبد من دون الله ....من اجل اداء فرائض الله : الصلاة ، الصيام ، الحج ، الزكاة ........ من اجل المحافظة على حدود الله بالجهاد ، و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر. من اجل المستضعفين في الارض . من اجل المظلومين و الفقراء و المرضى .
فلو اننا نحب الحسين عليه السلام من اعماق قلوبنا حبا صادقا ، فان علينا اغاثة الحسين كي لا تموت تلك المبادئ التي اراق الحسين عليه السلام دمه الطاهر الزكي من اجلها ، و دماء ابنائه و اخوته و انصاره الكرام .
و لكي لا تعيش مبادئ يزيد و ابن زياد و عمر ابن سعد و الحكام الطغاة الذين حاربهم الامام الحسين عليه السلام.
و عندما نجدد ذكرى استشهاد ابي عبد الله الحسين عليه السلام ، فلكي نتابع معركة الحسين عليه السلام مع يزيد لعنة الله عليه و نخوض تلك المعركو من مواقعنا التي نعيش عليها ، و باساليبنا التي نستطيع....فاذا لم نكن و للاسف في ارض كربلاء عندما استنصرنا الحسين عليه السلام لنعيش معركو الاجسام و السيوف ...فاننا اليوم موجودون و قادرون على ان نعيش معركة المبادئ و القيم .
و نجدد الذكرى بكل وسيلة ممكنة .بالاحتفالات التابينية ، بالبكاء ن بالمواكب المختلفة ، لكي تبقى في انفسنا في جو تلك المعركة و ننتصر بالمبادئ و ان فاتنا الانتصار بالدم في ارض المعركة . و نجدد الذكرى لنحشر يوم المبعث في موكب الامام الحسين عليه السلام حيث تتقده الراية الحمراء تشهد لنا بالجهاد في سبيل الله تعالى .